و مما كتب عن احد معارض الفنان التشكيلي المصري محمود عبد العاطي بدولة الكويت
[align=center]سطوح اللوحة الخطية وتركيبات الخطوط الاسلامية في أعمال الفنان محمود عبد العاطي[/align]
الكويت - (الوطن): قدم الفنان التشكيلي والخطاط محمود عبد العاطي مجموعة من الاعمال الخطية الجميلة ذات الزخارف الرائعة في معرض اقيم في قاعة الفنون في الكويت وامتازت اعمال عبد العاطي بتوهج لوني غريب ومتنوع, فعلى مسطحات لوحاته.. تنبثق مربعاته ومثلثاته ومتوازياته طولية وعرضية في مصفوفات أقرب إلى الموسيقى وايقاعها المتجدد. ونكتشف قوة التوحد من خلال هذه البنائيات المتوازية والمتقاطعة والتي تتفكك فجأة ثم تتجمع تجمعا محوريا جاذبا للداخل في عمق مغناطيسي متوتر ومتذبذب بصريا مما يحدث حالة حياة وحركة نابضة في العمل الفني, وإذا كانت هندسة الفن الاسلامي محكمة ومقننة ومؤطرة بالعلاقات البنائية المعمارية.. فان هندسية محمود عبد العاطي قد حررها من تكتلها وانحباسها داخل أطر.. وأيضا جعلها تطوف في كونيات صوفية ذات أبعاد جمالية جديدة وبصياغة معاصرة اكثر حداثة ولم يكتف محمود عبد العاطي بالهندسيات المستقيمة ولكنه حولها من هندسيات حادة إلى هندسيات مهجنة بانكسارات ذات تموجات هندسية أفقدت الاستقامة المتوازية توترها وحولتها إلى حوار يفيض بالتناغم وانسياب المشاعر عبر هذه الهندسيات وهذا أمر بالغ الصعوبة كما تحولت هذه الانكسارات إلى انكسارات أكثر ليونة باضافاته بالغة الاهمية مختزلا جماليات الخط العربي والزخارف بايقاعاتها وحرياتها ومرونتها وموسيقيتها مما اضاف إلى اعماله بعدا اكثر عمقا وجمالا وحيوية مطلقة.
الضوء عند محمود عبد العاطي يختلف كثيرا عن باقي الفنانين لان الحزم الضوئية الساقطة على العمل الفني تتكامل مع الطاقة الضوئية الصادرة من اللون, هذا بالاضافة إلى اعتماد الفنان على خروج الاشكال من السطح, إذ ان بناءها على السطح يشكل نظاما هندسيا له طول وعرض وعمق.. فالاسقاط الضوئي الخارجي ينتج عن طاقات ضوئية لونية ناصعة في المسطح, والعناصر البيضاء تزداد جمالا بفعل الضوء الساقط والباعث والظلال المتوالية والمتتابعة مع حركة المشاهد.. ويتم ذلك بشكل ميكانيكي ومثير بصريا ومحرك وجدانيا ومحرض للتفكير مما يجعل المشاهد اكثر مشاركة في العمل الفني. ولم تتوقف قيمة الطاقة الضوئية في اعمال الفنان عند هذا الحد بل تصل إلى تحقيق رؤية جديدة اكثر اثارة وهي تلوين المسطحات المبنية على سطح اللوحة من الخلف وبشكل مرئي, الامر الذي يتطلب صياغة تقنية دقيقة.. فعند سقوط اشعة الضوء على اللوحة فبطبيعة الحال ترتد الاشعة مرة اخرى في اتجاهات مختلفة لتصطدم بالمسطحات اللونية العكسية غير المرئية وبالتالي تعكس على السطح المرئي ألوانا على شكل ضوء ملون كأنه امواج لونية اسطورية تتحرك خلف الاشكال المحسوسة والملموسة بصريا وهنا تكمن تجربة محمود عبد العاطي الجادة والقيمة.
Bookmarks